حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفرّاء قال: حدَّثنى شَرِيك بن عبدالله عن منصور عن إبراهيم أو عن مجاهد - شكَّ الفراء - فى قوله ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى﴾ قال مَصائبُ تصيبهم فى الدنيا دون عذاب الله يوم القيامة.
﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾
قوله: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ...﴾
القراء جميعاً على ﴿لَمَّا صَبَرُواْ﴾ بتشديد الميم ونصب اللام. وهى فى قراءة عبدالله (بما صَبَروا) وقرأها الكسائىّ وحمزة (لِما صَبَروا) على ذلك. وموضع (ما) خَفْض إذا كسرت اللام. وإذا فتحت وشدَّدت فلا موضع لها إنما هى إداة.
﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ ﴾
وقوله: ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا...﴾
(كَمْ) فى موضع رفع بـ (يَهْدِ) كأنكَ قلت: أوَلم تهدهم القرون الهالكة. وفى قراءة عبدالله فى سورة طه (أَوَلَمْ يَهد لهم مَنْ أهلكنا) وقد يكون (كَم) فى موضع نصب بأَهلكنا وفيه تأويل الرفع فيكون بمنزلة قولك: سواءُ عَلىّ أزيداً ضربت أم عمراً، فترفع (سواء) بالتأويل.
وتقول: قد تبيّن لى أقام زيد أم عمرو، فتكون الجملة مرفوعة فى المعنى ؛ كأنك قلت: تبيَّن لى ذاك.
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ الْمَآءَ إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ ﴾
وقوله: ﴿إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ...﴾