وقال ملا حويش :
تفسير سورة عبس
عدد ٢٤ - ٨٠
نزلت بمكة بعد سورة والنجم، وهي اثنتان وأربعون آية، ومائة وثلاثون كلمة وخمسمائة وثلاثون حرفا لا يوجد سورة مبدوءة أو مختومة بما بدئت وختمت به، ويوجد ستة سور في القرآن بدئت بالفعل الماضي هذه والنمل والأنبياء والفرقان والملك والمعارج.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى :"عَبَسَ" تقطب واكفهر وجه الرسول المرسل إليكم أيها الناس "وَتَوَلَّى ١" أعرض وأدبر من "أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ٢" عبد اللّه بن شريح بن مالك بن أم مكتوم عاتكة بنت عبد اللّه المخزومي "وَما يُدْرِيكَ" يا حبيبي "لَعَلَّهُ" ذلك الأعمى الذي لم تعبأ به ولم تلق له بالا "يَزَّكَّى ٣" من دون الكفر بما يتعلمه منك فيطهر بطهارة الإيمان "أَوْ يَذَّكَّرُ" بمواعظك القيمة المنزلة إليك من قبلنا "فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى ٤" التي يتلقاها منك من وحينا فيكون خيرا من هؤلاء الذين اشتغلت بهم عنه وهم المعنيون بقوله تعالى "أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى ٥" بماله وعشيرته عن الإيمان بك والانقياد لما تتلوه من الذكر "فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ٦" تنقصد الإقبال عليه والإصغاء لقوله مكبا بكلك اليه ومجهدا نفسك به حرصا على إيمانه "وَما عَلَيْكَ" فرض والتزام "أَلَّا يَزَّكَّى ٧" من شركه فيطهر ويهتدي للايمان وانما عليك تبليغه وإنذاره فقط قال تعالى :(وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ) الآية الاخيرة من سورة ق الآتيةوقال تعالى (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) الآية ٢٢ من الغاشية في ج ٢، "وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى ٨" كهذا الأعمى "وَهُوَ يَخْشى ٩" اللّه واليوم الآخر طائعا مختارا راغبا راهبا "فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ١٠" بغيره ومتشاغل عنه بهم وهم يظهرون الاستغناء عنك