ثم عمم فقال "وَفاكِهَةً" من كل يتفكه به الإنسان من تفاح وخوخ وإجاص وكمثرى وسفرجل ومشمس وغيرها "وَأَبًّا ٣١" من كل نبات وشجر وحب يتغذى به الحيوان ويتملح به يابسا أو أخضر وما قيل أن الأب بلغة الحبشة الفاكهة وفسرها بها فغير سديد لانها تكون مكررة إذ ذكرت الفاكهة قبله قال تعالى : وجعلنا هذه النباتات "مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ٣٢" الأب خاصة فاشكروا نعمة اللّه عليكم أيها الناس لأنّا نمتعكم بذلك كله وغيره متاعا زائلا
سريع الاضمحلال "فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ ٣٣" صيحة القيامة وسميت صاخّة لأنها تصخ الآذان لشدتها وهذه هي الصيحة الثانية بدليل قوله "يَوْمَ" يوم مجيئها "يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ٣٤ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ٣٥ وَصاحِبَتِهِ" زوجته لملازمتها له أكثر من غيره "وَبَنِيهِ ٣٦" لعلمه أنهم لا يغنون عنه شيئا إذ ذاك ولا يخففون عنه ما أثقل ظهره من الذنوب لهذا لا يلتفت إليهم، وهم أيضا لا ينظرون اليه لأنهم لا يتوخون منه نفعا في ذلك اليوم إذ "لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ" يوم تكون الصّيحة "شَأْنٌ يُغْنِيهِ ٣٧" عنهم أيا كانوا لشدة الهول والفزع ويشغله عن التواد الذي كان في الدنيا.


الصفحة التالية
Icon