وجاء الكلام بصورة الاستفهام لتأكيد المقسم عليه وتقريره، كما تقول لمن يحاجّك فى أمر ثم تقيم له الحجة الناصعة التي تثبت ما تدّعى : هل فيما ذكرت لك كفاية، ومرادك أنى قد ذكرت لك أقوى الحجج وأبينها، فلست تستطيع جحد ما قلت بعد هذا.
عاد : جيل من العرب البائدة يقولون إنه من ولد عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، ويلقب أيضا بإرم، وذات العماد : أي سكان الخيام، وكانت منازلهم بالرمال والأحقاف إلى حضر موت.
وثمود : قبيلة من العرب البائدة كذلك وهى من ولد كاثر بن إرم بن سام، ومنازلهم بالحجر بين الشام والحجاز، جابوا الصخر : أي قطعوه ونحتوه، بالواد : أي الوادي الذي كانوا يسكنون فيه، وفرعون : هو حاكم مصر الذي كان فى عهد موسى عليه السلام، والأوتاد : المبانى العظيمة الثابتة، والطغيان : تجاوز القدر فى الظلم والعتوّ، وصب : أي أفرغ وألقى، وسوط عذاب : أي أنواعا من العقوبات التي أنزلها عليهم جزاء طغيانهم، والمرصاد : هو المكان الذي يقوم فيه الرصد، والرصد من يرصد الأمور : أي يترقبها ليقف على ما فيها من الخير والشر، ويطلق أيضا على الحارس الذي يحرس ما يخشى عليه.
ابتلاه : أي اختبره ببسط الرزق وإقتاره، فأكرمه : أي صيره مكرما يرفل فى بحبوحة النعيم، قدر عليه رزقه : أي صيره فقيرا مقترا عليه فى الرزق، تقول قدرت عليه الشيء : أي ضيقته عليه، وكأنك جعلته بقدر لا يتجاوزه كما قال :" وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ ".
ولا تحاضون : أي لا يأمر بعضكم بعضا، والتراث : الميراث، لمّا : أي شديدا، جمّا : أي كثيرا قال :
إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا وأىّ عبد لك لا ألمّا