قرأ الأعمش وعاصم بالألف وفتح التاء، وقرأ أهل المدينة: "ولا تَحُضُون"، وقرأ الحسن البصرى: "ويحُضون، ويأكلون"، وقد قرأ بعضهم: "تُحاضون" برفع التاء، وكل صواب. كأن "تُحاضون" تحافظون، وكأن، "تُحضون" تأمرون بإطعامه، وكأنَّ تَحاضُّون: يحض بعضكم [/ا] بعضا.
﴿ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً ﴾
وقوله عز وجل: ﴿أَكْلاً لَّمًّا...﴾ أكلا شديدا ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً...﴾ كثيرا.
﴿ يَقُولُ يالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾
وقوله عز وجل: ﴿يَقُولُ يالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي...﴾.
لآخرتى التى فيها الحياة والخلود.
﴿ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ...﴾.
قرأ عاصم والأعمش وأهل المدينة: "لا يعذِّب عذابَه أَحَدٌ، ولا يُوثِقُ" بالكسر جميعا.
وقرأ بذلك حمزة [حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد] قال حدثنا الفراء قال: وحدثنى عبدالله بن المبارك عن خالد الحذاء عن أبى قِلابة عمن سمع النبى ﷺ يقرأ: "فَيَوْمَئِذٍ لا يُعذَّب عذابَه أَحَدٌ، ولا يُوثَق وَثاقَه أَحَد" بالفتح. وقال [ أبو عبدالله] محمد بن الجهم: سمعت عبدالوهاب الخفاف بهذا الإسناد مثله [حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد]. قال: حدثنا الفراء قال: حدثنى عبدالله بن المبارك عن سليمان أبى الربيع عن أبى عبدالرحمن السلمى أنه قرأ: "لا يُعذِّبُ عَذَابَه أَحَدٌ، ولا يُوثِقُ" بالكسر، فمن كسر أراد: فيومئذ لا يعذِّب عذاب الله أحد، ومن قال: "يعذَّب" بالفتح فهو أيضا على ذلك الوجه: لا يعذَّبُ أحدٌ فى الدنيا كَعذاب الله يومئذ. وكذلك الوجه الأول، لا ترى أَحدا يعذب فى الدنيا كعذاب الله يومئذ. وقد وجّهه بعضهم على أنه رجلٌ مسمّى لا يعذَّب كعذابه أحد.


الصفحة التالية
Icon