وقيل :"لشدِيد" لبخيل.
ويقال للبخيل : شديد ومتشدّد.
قال طَرفة :
أَرَى الموتَ يعتامُ الكِرامَ ويَصْطَفِي...
عَقِيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ
يقال : اعتامه واعتماه ؛ أي اختاره.
والفاحِشُ : البخيل أيضاً.
ومنه قوله تعالى :﴿ وَيَأْمُرُكُم بالفحشآء ﴾ [ البقرة : ٢٦٨ ] أي البخل.
قال ابن زيد : سمى الله المال خيراً ؛ وعسى أن يكون شراً وحراماً ؛ ولكن الناس يَعُدّونه خيراً، فسمَّاه الله خيراً لذلك.
وسمى الجهاد سُوءاً، فقال :﴿ فانقلبوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ الله وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سواء ﴾ [ آل عمران : ١٧٤ ] على ما يسميه الناس.
قال الفرّاء : نظم الآية أن يقال : وإنه لشديد الحبّ للخير ؛ فلما تقدّم الحب قال : شديد، وحذف من آخره ذكر الحب ؛ لأنه قد جرى ذكره، ولرؤوس الآي ؛ كقوله تعالى :﴿ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ﴾ [ إبراهيم : ١٨ ]، والعُصُوف : للريح لا الأيام، فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم، طرح من آخره ذكر الريح ؛ كأنه قال : في يوم عاصِف الريح. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٢٠ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon