ثم قال عز وجل :﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ ﴾ يعني : قد أكملت عليكم الحجة فليس عليّ أن أجبركم على الإسلام فاثبتوا على دينكم حتى تروا ماذا يستقبلكم غداً وأنا أثبت على ديني الذي أكرمني الله تعالى به ولا أرجع إلى دينكم أبداً وهذا قبل أن يؤمر بالقتال ثم نسخ بآية القتال، فيها دليل أن الرجل إذا رأى منكراً أو سمع قولاً منكراً فأنكره فلم يقبلوا منه لا يجب عليه أكثر من ذلك وإنما عليه أن يحفظ مذهبه وطريقه ويتركهم على مذهبهم وطريقهم.
وقال الحسن سمعت شيخاً يحدث قال : بينما أسير مع النبي ﷺ فسمع رجلاً يقرأ ﴿ قُلْ يا أيها الكافرون ﴾ فقال :" أَمَّا هذا فَقَدْ بَرِىء مِنَ الشِّرْكِ " وسمع رجلاً يقرأ ﴿ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ﴾ [ الصمد : ١ ] فقال :" أَمَّا هذا فَقَدْ غَفَرَ الله تَعَالَى لَهُ " والله أعلم. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٣ صـ ٦٠٤﴾