القول الثاني : حصول التكرار في الآية، وعلى هذا القول يقال إن التكرار يفيد التّوكيد، وكلما كانت الحاجة إلى التّوكيد أشد كان التكرار أحسن، ولا موضع أحوج إلى التوكيد من هذا الموضع لأن الكفار راجعوا النبي ﷺ في هذا المعنى مراراً فحسن التوكيد، والتكرار في هذا الموضع لأن القرآن نزل بلسان العرب وعلى مجاري خطابهم، ومن مذاهبهم التكرار إرادة التّوكيد والإفهام، كما أن من مذاهبهم الاختصار إرادة التّخفيف، والإيجاز، وقيل تكرار الكلام لتكرار الوقت، وذلك أنهم قالوا للنبي ﷺ إن سرك أن ندخل في دينك عاماً فأدخل في ديننا عاماً، فنزلت هذا السّورة جواباً لهم على قولهلم ﴿ لكم دينكم ولي ديني ﴾ أي لكم كفركم ولي إخلاصي وتوحيدي، والمقصود منه التّهديد فهو كقوله : اعملوا ما شئتم وهذه الآية منسوخة بآية القتال، والله أعلم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٧ صـ ٣٠٥ ـ ٣٠٧﴾