البحر المحيط، ج ٢، ص : ٥٤٥
وقرأ أبيّ، وابن عباس، وعبيد بن عمير : والصلاة الوسطى، صلاة العصر، على البدل.
الثاني :
أنها الفجر، روي ذلك عن عمر، وعلي في رواية
وأبي موسى ومعاذ، وجابر، وأبي أمامة، وابن عمر. في رواية مجاهد، وأنس، وجابر بن زيد، وعطاء، وعكرمة، وطاووس في رواية ابنه، ومجاهد، وعبد اللّه بن شدّاد، ومالك، والشافعي في قول : وقد قال أبو العالية : صليت مع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الغداة، فقلت لهم : أيما الصلاة الوسطى؟ فقالوا : التي صليت قبل. ورووا عن أبي رجاء العطاردي قال : صلى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاة الغداة، فقنت فيها قبل الركوع، ورفع يديه، فلما فرع قال : هذه الصلاة الوسطى التي أمرنا بها أن نقوم فيها قانتين.
الثالث : أنها الظهر، روي ذلك عن ابن عمر، وزيد، وأسامة، وأبي سعيد، وعائشة. وفي رواية قالوا : وروى زيد بن ثابت أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي الهاجرة والناس في هاجرتهم، فلم يجتمع إليه أحد فتكلم في ذلك. فانزل اللّه تعالى
: وَالصَّلاةِ الْوُسْطى يريد الظهر، وقد روي أنه لا يكون وراءه إلّا الصف والصفان، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :«لقد هممت أحرق على قوم لا يشهدون الصلاة بيوتهم» فنزلت هذه الآية :
حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى.
الرابع : أنها المغرب، روي ذلك عن ابن عباس، وقبيصة بن ذؤيب.
الخامس : أنها العشاء الآخرة، ذكره علي بن أحمد النيسابوري في تفسيره، وحكاه أبو عمر بن عبد البر عن فرقة.
السادس : أنها الصلوات الخمس، قاله معاذ بن جبل.
السابع : أنها احدى الصلوات الخمس، لا بعينها. وبه قال : سعيد بن المسيب، وأبو بكر الوراق، وأخفاها ليحافظ على الصلوات كلها، كما أخفى ليلة القدر في ليالي شهر رمضان، واسم اللّه الأعظم في سائر الأسماء، وساعة الإجابة في يوم الجمعة، وقد رواه نافع عن ابن عمر، وقاله الربيع بن خيثم، وقد روي أنه نزلت : والصلاة الوسطى، صلاة العصر، ثم نسخت فنزلت :
حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى فيلزم من هذا نسخ تعيينها، وأبهمت بعد أن عينت. قال القرطبي المفسر : وهو الصحيح إن شاء اللّه لتعارض الأدلة وعدم الترجيح، فلم يبق إلّا المحافظة على جميعها وأدائها.


الصفحة التالية
Icon