البحر المحيط، ج ٩، ص : ٥٤٢
صلاة الصبح، وَقَبْلَ الْغُرُوبِ : هي صلاة العصر، قاله قتادة وابن زيد والجمهور. وقال ابن عباس : قبل الغروب : الظهر والعصر. وَمِنَ اللَّيْلِ : صلاة العشاءين، وَقَبْلَ الْغُرُوبِ : ركعتان قبل المغرب. وفي صحيح مسلم، عن أنس ما معناه : أن الصحابة كانوا يصلونها قبل المغرب. وقال قتادة : ما أدركت أحدا يصليها إلا أنسا وأبا برزة الأسلمي. وقال بعض التابعين : كان الصحابة يهبون إليهما كما يهبون إلى المكتوبة. وقال ابن زيد : هي العشاء فقط. وقال مجاهد : هي صلاة الليل. وَأَدْبارَ السُّجُودِ، قال أبو الأحوص : هو التسبيح في أدبار الصلوات. وقال عمر،
وعليّ، وأبو هريرة، والحسن، والشعبي، وإبراهيم، ومجاهد، والأوزاعي : هما ركعتان بعد المغرب.
وقال ابن عباس :
هو الوتر بعد العشاء. وقال ابن عباس، ومجاهد أيضا، وابن زيد : النوافل بعد الفرائض.
وقال مقاتل : ركعتان بعد العشاء، يقرأ في الأولى : قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ «١»، وفي الثانية : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «٢». وقرأ ابن عباس، وأبو جعفر، وشيبة، وعيسى، والأعمش، وطلحة، وشبل، وحمزة، والحرميان : وإدبار بكسر الهمزة، وهو مصدر، تقول : أدبرت الصلاة، انقضت ونمت. وقال الزمخشري وغيره : معناه ووقت انقضاء السجود، كقولهم :
آتيك خفوق النجم. وقرأ الحسن والأعرج وباقي السبعة : بفتحها، جمع دبر، كطنب وأطناب، أي وفي أدبار السجود : أي أعقابه. قال أوس بن حجر :
على دبر الشهر الحرام فأرضنا وما حولها جدب سنون تلمح
وَاسْتَمِعْ : أمر بالاستماع، والظاهر أنه أريد به حقيقة الاستماع، والمستمع له محذوف تقديره : واستمع لما أخبر به من حال يوم القيامة، وفي ذلك تهويل وتعظيم لشأن المخبر به، كما
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لمعاذ :«يا معاذ اسمع ما أقول لك»، ثم حدثه بعد ذلك.
وانتصب يَوْمَ بما دل عليه ذلك. يَوْمُ الْخُرُوجِ : أي يوم ينادي المنادي يخرجون من القبور. وقيل : مفعول استمع محذوف تقديره : نداء المنادي. وقيل : تقديره :
نداء الكافر بالويل والثبور. وقيل : لا يحتاج إلى مفعول، إذ حذف اقتصارا، والمعنى : كن مستمعا، ولا تكن غافلا معرضا. وقيل معنى واستمع : وانتظر، والخطاب لكل سامع.
وقيل : للرسول، أي ارتقبه، فإن فيه تبين صحة ما قلته، كما تقول لمن تعده بورود فتح :
استمع كذا وكذا، أي كن منتظرا له مستمعا، فيوم منتصب على أنه مفعول به. وقرأ ابن كثير : المنادى بالياء وصلا ووقفا، ونافع، وأبو عمرو بحذف الياء وقفا، وعيسى،

(١) سورة الكافرون : ١٠٩/ ١.
(٢) سورة الإخلاص : ١١٢/ ١.


الصفحة التالية
Icon