البحر المحيط، ج ٩، ص : ٥٤٤
وما أشبهه من دلالة ذلك على الاختصاص، وقد بحثنا معه في ذلك في سورة الفاتحة في إِيَّاكَ نَعْبُدُ «١».
نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ : هذا وعيد محض للكفار وتهديد لهم، وتسلية للرسول صلى اللّه عليه وسلم. وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ : بمتسلط حتى تجبرهم على الإيمان، قاله الطبري. وقيل : التحلم عنهم وترك الغلظة عليهم. فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ : لأن من لا يخاف الوعيد لكونه غير مصدّق بوقوعه لا يذكر، إذ لا تنفع فيه الذكرى، كما قال :
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ «٢»، وختمت بقوله : فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ، كما افتتحت ب ق وَالْقُرْآنِ.
(١) سورة الفاتحة : ١/ ٥
. (٢) سورة الذاريات : ٥١/ ٥٥
.
. (٢) سورة الذاريات : ٥١/ ٥٥
.