﴿ الم ﴾ اختلف المفسِّرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور، فمنهم من قال : هي مما استأثر الله بعلمه فردوا علمها إلى الله ولم يفسروها حكاه القرطبي في تفسيره، ومنهم من فسرها واختلف هؤلاء في معناها فقال بعضهم : هي أسماء السور قال الزمخشري : وعليه إطباق الأكثر، وقيل : هي اسم من أسماء الله تعالى يفتتح بها السور، فكل حرف منها دل على اسم من أسمائه وصفة من صفاته، فالألف مفتاح اسم ( الله ) واللام مفتاح اسمه ( لطيف ) والميم مفتاح اسمه ( مجيد )، وقال آخرون : إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بياناً ل ( إعجاز القرآن ) وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها، حكاه الرازي عن المبرد وجمع من المحققين، وحكاه القرطبي عن الفراء، وقرره الزمخشري ونصره أتم نصر، وإليه ذهب الإمام ( ابن تيمية ) وشيخنا الحافظ ( أبو الحجاج المزي ).
قال الزمخشري : ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن، وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت، كما كررت قصص كثيرة، وكرر التحدي الصريح في أماكن، وجاء منها على حرف واحد مثل ﴿ ص ﴾ وحرفين مثل ﴿ حم﴾ وثلاثة مثل ﴿ الم ﴾ وأربعة مثل ﴿ المص ﴾ وخمسة مثل ﴿ كهيعص ﴾ لأن أساليب كلامهم منها ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة وعلى أربعة وعلى خمسة لا أكثر من ذلك.
قال ابن كثير : ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الإنتصار للقرآن، وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء في تسع وعشرين سورة مثل :﴿ الم * ذَلِكَ الكتاب لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾ ﴿ الم * الله لا إله إِلاَّ هُوَ الحي القيوم * نَزَّلَ عَلَيْكَ الكتاب بالحق ﴾ [ آل عمران : ١-٣ ] ﴿ المص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ ﴾ [ الأعراف : ١-٢ ] ﴿ الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ ﴾ [ إبراهيم : ١ ] ﴿ الم * تَنزِيلُ الكتاب لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾ [ السجدة : ١-٢ ] ﴿ حم* تَنزِيلٌ مِّنَ الرحمن الرحيم ﴾ [ فصلت : ١-٢ ] وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أَمعن النظر.
﴿ ذَلِكَ الكتاب ﴾ قال ابن عباس : أي هذا الكتاب. والعربُ تعارض بين أسمي الإشارة فيستعملون كلاً منهما مكان الآخر وهذا معروفٌ في كلامهم. والكتابُ : القرآنُ، ومن قال : إن المراد بذلك الإشارة إلى التوراة والإنجيل فقد أبعدَ النُجعة، وأغرق في النزع، وتكلّف ما لا علم له به. والريبُ : الشك، أي لا شك فيه، روي ذلك عن أُناسٍ من أصحاب رسول الله ﷺ وقال ابن أبي حاتم : لا أعلم في هذا خلافاً.
وقد يستعمل الريب في التهمة، قال جميل :
بثينة قالت : يا جميلُ أربتني... فقلتُ : كلانا يا بثينُ مريب
واستعمل أيضاً في الحاجة كما قال بعضهم :
نتائج البحث
الفهرس
-
1 3 4 5 6 7 8 10 11 13 14 16 17 19 21 23 25 26 28 29 30 31 34 35 37 38 40 42 44 45 47 48 49 51 54 55 57 58 60 61 62 63 65 67 68 72 74 75 78 80 81 83 84 87 88 89 90 91 93 94 97 99 104 106 108 109 111 114 115 116 118 119 120 122 124 125 129 130 133 135 136 137 139 142 144 145 146 148 149 151 153 155 158 159 163 164 165 168 170 172 174 177 178 180 183 185 186 187 188 189 190 194 195 196 197 198 199 200 203 204 208 210 211 213 214 215 216 217 219 221 222 224 226 228 229 231 232 233 234 235 236 237 238 240 243 246 247 248 249 250 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 265 266 267 270 272 275 276 278 282 283 284 285
-
1 4 8 10 11 12 13 16 18 19 22 24 26 27 28 31 32 33 34 37 38 40 42 44 46 48 50 52 54 55 57 59 63 65 73 79 80 82 83 85 86 88 90 93 94 96 100 101 103 104 107 109 111 113 115 117 132 136 138 140 142 143 144 146 148 150 152 154 155 156 157 158 159 160 163 164 167 168 171 172 175 178 179 180 181 182 184 185 186 187 188 189 191 199 201 203 204 205
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
قضينا من تهامة كل ريبٍ | وخيبر ثم أجممنا السيوفا |