و"النجدان" يحتملان طريقي الخير والشر، ويحتملان الثديين وكلاهما هدانا ربنا إليهما.
و (لا) في قوله: ﴿فَلاَ اقتحم العقبة﴾ تحتمل النفي والدعاء، وتحتمل المضي والاستقبال.
و ﴿العقبة﴾ تحتمل أموراً كثيرة، ذكر قسم من المفسرين: أنها في الآخرة. وقال آخرون: هي في الدنيا. وقيل: هي جبل في جهنم، وقيل: هي عقبة بين الجنة والنار.
و ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ يحتمل العتق وغيره من فك المغارم والديون وغيرها.
و ﴿أَصْحَابُ الميمنة﴾ تحتمل أصحاب جهة اليمين. وأصحاب اليمين، وأصحاب اليُمن ضد الشؤم.
و ﴿المشأمة﴾ كذلك.
فانظر كيف وضعت تعبيراتها للاتساع في المعاني.
والملاحظ في هذه السورة أن فيها خطوطاً تعبيرية ومقامية واضحة أشرنا إليها.
منها: خَطُّ المكابدة التي تدل عليه الآية ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي كَبَدٍ﴾.
وخط العموم والاتساع في المعنى وهو الذي بَيَّناه آنفاً.
وخط الاجتماع الذي ذكرناه في قوله: ﴿أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً﴾.
وخط الصبر الذي دل عليه قوله: ﴿وَتَوَاصَوْاْ بالصبر﴾.
وخط المرحمة الذي دل عليه قوله: ﴿وَتَوَاصَوْاْ بالمرحمة﴾.
فانظر أيّ إحكامٍ في النسج، وأيّ دقة في التعبير هذا الذي بين الدفتين!