وفيها تفصيلٌ كثيرٌ من دعوة نوح _ عليه السلام _ إلى توحيد الله ونبذِ عبادة الأصنام، وإنذارِه قومَهُ بعذاب أليم، واستدلاِله لهم ببدائع صنع الله _تعالى_ وتذكيرِهم بيوم البعث، وتصميمِ قومه على عصيانه، وعلى تصلُّبهم في شركهم، وتسميةِ الأصنامِ التي كانوا يعبدونها، ودعوةِ نوحٍ على قومه بالاستئصال.
وأشارت إلى الطوفانِ، ودعاءِ نوحٍ بالمغفرة له وللمؤمنين، وبالتبار للكافرين كلهم.
وتخلل ذلك إدماجُ وعدِ المطيعين بسعةِ الأرزاق، وإكثارِ النسل، ونعيمِ الجنة. ٢٩/١٨٥_١٨٦
أغراضها: إثباتُ كرامةٍ للنبي"بأنَّ دعوتَه بلغت إلى جنس الجن وإفهامهم فَهْمَ معانٍ من القرآن الذي استمعوا للنبي"وفهمَ ما يدعو إليه من التوحيد والهدى، وعلمهم بعظمة الله، وتنزيهه عن الشريك، والصاحبة، والولد.
وإبطالُ عبادةِ ما يُعْبَدُ من الجن، وإبطالُ الكهانة وبلوغِ علم الغيب إلى غير الرسل الذين يُطْلِعُهم اللهُ على ما يشاء.
وإثباتُ أنَّ لله خلقاً يُدْعَون الجنَّ، وأنهم أصنافٌ منهم الصالحون ومنهم دون ذلك بمراتب، وتضليلُ الذين يتقوَّلون على الله ما لم يَقُلْه، والذين يعبدون الجن، والذين ينكرون البعثَ، وأن الجنَّ لا يُفْلِتُون من سلطان الله _تعالى_.
وتَعَجُّبُهم من الإصابة برجوم الشهب المانعة من استراق السمع، وفي المراد من هذا المنعِ، والتخلصُ من ذلك إلى ما أوحى الله إلى رسوله"في شأن(١) القحط الذي أصاب المشركين؛ لشركهم ولمنعهم مساجدَ الله، وإنذارِهم بأنهم سيندمون على تألُّبِهم على النبي"ومحاولتِهم منه العدولَ عن الطعنِ في دينهم. ٢٩/٢١٧
أغراضُها: الإشعارُ بملاطفة الله _تعالى_ رسولَه " بندائه بوصفه بصفة تزمُّلِه.
واشتملت على الأمرِ بقيام النبي"غالبَ الليل، والثناءِ على طائفة من المؤمنين حملوا أنفسهم على قيام الليل.
وعلى تثبيت النبي"بتحَمُّل إبلاغ الوحي.