والاستدلال هاهنا فيه الكلام السابق الوارد عند ذكر هذا الحديث آنفاً (١).

(١) * فائدة: قد تأول أكثر المفسرين آيات النجم والتكوير في جبريل - عليه السلام -، واختلافهم في رؤية النبي - ﷺ - لربه إنما هو بأمر خارجهما، وليس ذا المعترك الكلامي ميداناً للبحث، إنما أُريد هاهنا بيان ضعف قول النووي في شرح مسلم ٢/٣٢١، مرجع سابق: "لم تنف عائشة -رضي الله تعالى عنها- وقوع الرؤية بحديث مرفوع، ولو كان معها لذكرته، وإنما اعتمدت الاستنباط على ما ذكرته من ظاهر الآية وقد خالفها غيرها من الصحابة، والصحابي إذا قال قولاً، وخالفه غيره منهم لم يكن ذلك القول حجة اتفاقاً، والمراد بالإدراك في الآية الإحاطة وذلك لا ينافي الرؤية" إذ قد ثبت الحديث المرفوع الوارد في تأويل الآيتين في مسلم، حتى تعجب ابن حجر -رحمه الله تعالى- من هذا الذهول فقال: "وجزمه بأن عائشة -رضي الله تعالى عنها-لم تنف الرؤية بحديث مرفوع تبع فيه ابن خزيمة، فإنه قال في كتاب التوحيد من صحيحه: النفي لا يوجب علماً، ولم تحك عائشة -رضي الله تعالى عنها- أن النبي - ﷺ - أخبرها أنه لم ير ربه، وإنما تأولت الآية انتهى، وهو عجيب! فقد ثبت ذلك عنها في صحيح مسلم الذي شرحه الشيخ فعنده من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق في الطريق المذكورة، قال مسروق وكنت متكئاً... - ثم ذكر طريقاً آخر، وفيه: فقلت: يا رسول الله! هل رأيت ربك فقال: لا إنما رأيت جبريل منهبطاً " فتح الباري ٨/ ٦١٠، مرجع سابق.
ورابط هذا الإيراد المعترض سبيل البحث بالبحث هو التأكيد على ما قُرِّر أعلاه من أن آيات النجم جاءت موضحة أنموذج الاتصال بين جبريل - عليه السلام - والنبي - ﷺ -.


الصفحة التالية
Icon