المحرر الوجيز، ج ٤، ص : ٧٢
والمغلوب على عقله فبين أمرهما وأما صاحب الفترة فليس ككافر قريش قبل النبي صلى اللّه عليه وسلم لأن كفار قريش وغيرهم ممن علم وسمع عن نبوة ورسالة في أقطار الأرض فليس بصاحب فترة والنبي صلى اللّه عليه وسلم قد قال أبي وأبوك في النار ورأى عمرو بن لحي في النار إلى غير هذا مما يطول ذكره، وأما صاحب الفترة يفرض أنه آدمي لم يطرأ إليه أن اللّه تعالى بعث رسولا ولا دعا إلى دين وهذا قليل الوجود اللهم إلا أن يشد في أطراف الأرض والمواضع المنقطعة عن العمران. و«الذل والخزي» مقترنان بعذاب الآخرة، ثم أمر اللّه تعالى نبيه أن يتوعدهم ويحملهم ونفسه على التربص وانتظار الفرج. و«التربص» التأني، والصِّراطِ الطريق. وقرأت فرقة «السوي»، وقرأت فرقة «السوء» فكأن هذه القراءة قسمت الفريقين أي ستعلمون هذا من هذا وقرأت فرقة «السّوي» بشد الواو وفتحها، وقرأت فرقة «السّوؤى» بضم السين وهمزة على الواو على وزن فعلى، واهْتَدى معناه رشد.


الصفحة التالية
Icon