معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٠
العفو، والرفع على : الذي ينفقون عفو الأموال. وقوله :«قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ» «١» فأما السلام (فقول يقال) «٢»، فنصب لوقوع الفعل عليه، كأنّك قلت : قلت كلاما.
وأما قوله :«قالَ سَلامٌ» فإنه جاء فيه نحن «سَلامٌ» وأنتم «قَوْمٌ مُنْكَرُونَ».
وبعض المفسرين يقول :«قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ» يريد سلّموا عليه فردّ عليهم، فيقول القائل : ألا كان السّلام رفعا كلّه أو نصبا كلّه؟ قلت : السّلام على معنيين :
إذا أردت به الكلام نصبته، وإذا أضمرت معه «عليكم» رفعته. فإن شئت طرحت الإضمار من أحد الحرفين وأضمرته فى أحدهما، وإن شئت رفعتهما معا، وإن شئت نصبتهما جميعا. والعرب تقول إذا التقوا فقالوا سلام : سلام، على معنى قالوا السلام عليكم فردّ عليهم الآخرون. والنصب يجوز فى إحدى القراءتين «قالوا سلاما قال سلاما». وأنشدنى بعض بنى عقيل :
فقلنا السّلام فاتّقت من أميرها فما كان إلّا ومؤها بالحواجب
فرفع السّلام لأنه أراد سلّمنا عليها فاتّقت أن تردّ علينا. ويجوز أن تنصب السلام على مثل قولك «٣» : قلنا الكلام، قلنا السلام، ومثله : قرأت «الحمد» «٤» وقرأت «الحمد» إذا قلت قرأت «الحمد» أوقعت عليه الفعل، وإذا رفعت جعلته حكاية «٥» على قرأت «الْحَمْدُ لِلَّهِ».
وقوله : اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً... (٦٠)
معناه - واللّه أعلم - فضرب فانفجرت، فعرف بقوله :«فَانْفَجَرَتْ» أنه قد ضرب، فاكتفى بالجواب لأنه قد أدّى عن المعنى، فكذلك قوله :«أَنِ اضْرِبْ

(١) آية ٦٩ سورة هود.
(٢) فى ج، ش :«فتسليمهم»
بدل «فقول يقال».
(٣) «قلنا الكلام» : ساقط من ج، ش.
(٤) فى ش، ج :«الحمد للّه».
(٥) سقط هذا الحرف فى أ. [.....]


الصفحة التالية
Icon