ج ٣، ص : ١٦٨
البلاغة
١ - الجناس المغاير : في قوله « فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ » وفي قوله « وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً » وقوله « رزقا ». و« يرزق ».
٢ - « فتقبلها » أي رضي بمريم في النذر مكان الذكر.
ففيه تشبيه النذر بالهدية ورضوان اللّه تعالى بالقبول.
٣ - « وأنبتها » مجاز عن تربيتها بما يصلحها في جميع أحوالها. فهو مجاز مرسل بعلاقة اللزوم فإن الزارع يتعهد زرعه بسقيه عند الاحتياج وحمايته عن الآفات وقلع ما يخنقه من النبات.
٤ - الإشارة : وهو التعبير باللفظ الظاهر عن المعنى الخفي في قوله « هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ » أي هو رزق لا يأتي به في ذلك الوقت إلا اللّه.
٥ - التنكير : في قوله « رزقا » لإفادة الشيوع والكثرة، وأنه ليس من جنس واحد بل من أجناس كثيرة.
الفوائد
١ - « كلّما » : إذا اتصلت « ما » بلفظ « كل » تعرب « ما » مصدرية ظرفية وهذا الوصل وارد في قواعد رسم اللغة أثناء الكتابة ومنه وصل « ما الاسمية » بكلمة « سيّ » مثل « أحب أصدقائي ولا سيما زهير » إذا كسرت عينها مثل « نعمّا يعظكم به » فإذا سكنت عينها وجب الفصل مثل « نعم ما تفعل » وقد وصلوا « ما » الحرفية الزائدة أيا كان نوعها بما قبلها مثل « طالما نصحت لك » و« أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ » و« أتيت لكنما اسامة لم يأت » و« عند ما تجتهد تنجح » و« عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ » و« مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا » و« أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ » و« أينما تجلس اجلس » وإمّا تجتهد تنجح » و« إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ » و« اجتهد كيما تنجح » وقد وصلوا ما المصدرية بكلمة « مثل » وكلمة « ريث » وكلمة « حين » وكلمة « كل » وهي بعد كلمة « كل » خصوصا مصدرية ظرفية.