وساعة تنكسر الزجاجة لا تستطيع اصلاحها.. ولكي يسهل هذا المعنى عليك وتفهمه في يسر وسهولة.. فإنك لا تستطيع أن تصور أو تشاهد معركة بين قلبين.. لأن هذه مسألة غيبية.. فتأتي بشيء مشاهد وتضرب به المثل.. وبذلك يكون المعنى قد قرب.. لأنك شبهته بشيء محسوس.. تستطيع أن تفهمه وتشاهده..
ولقد استخدم الله سبحانه وتعالى الأمثال في القرآن الكريم في أكثر من موضع.. ليقترب من أذهاننا معنى الغيبيات التي لا نعرفها ولا نشاهدها.. ولذلك ضرب لنا الأمثال في قمة الإيمان.. وحدانية الله سبحانه وتعالى.. وضرب لنا المثل بنوره جل جلاله.. الذي لا نشهده وهو غيب عنا.. وضرب لنا الأمثال بالنسبة للكفار والمنافقين.. لنعرف فساد عقيدتهم ونتنبه لها.. وضرب لنا الأمثال فيما يمكن أن يفعله الكفر بالنعمة.. والطغيان في الحق.. وغير ذلك من الأمثال.. قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هذا القرآن مِن كُلِّ مَثَلٍ فأبى أَكْثَرُ الناس إِلاَّ كُفُوراً﴾ [الإسراء: ٨٩]
وقد ضرب الله جل جلاله لنا الأمثال في الدنيا وفي الآخرة، وفي دقة الخلق.. وقمة الإيمان.. ومع ذلك فإن الناس منصرفون عن حكمة هذه الأمثال.. كافرون بها.. مع أن الحق تبارك وتعالى.. ضربها لنا لتقرب لنا المعنى.
. تشبيها بماديات نراها في حياتنا الدنيا.. وكان المفروض أن تزيد هذه الأمثال الناس إيمانا.. لأنها تقرب لهم معاني غائبة عنهم.. ولكنهم بدلا من ذلك ازدادوا كفرا!!
ولابد قبل أن نتعرض للآية الكريمة: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذي استوقد نَاراً فَلَمَّآ أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ الله بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ﴾.. أن نتحدث عن بعض الأمثال التي ضُربت في القرآن الكريم.. لنرى كيف أن الله سبحانه وتعالى حدثنا عن قضايا غيبية بمحسات دنيوية:
ضرب الله تبارك وتعالى لنا مثلا بالقمة الإيمانية.. وهي أنه لا إله إلا الله.. وكيف أن هذه رحمة من الله سبحانه وتعالى.. يجب أن نسجد له شكرا عليها.. لأن فيها وقاية لنا من شقاء.. ومع ذلك فإن الله تبارك وتعالى يريد بعباده الرحمة،


الصفحة التالية
Icon