ولهذا يُوضِّح سبحانه هذا الأمر لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، ولتزداد ثقته في الحق الذي بعثه به ربُّه، ويشتدّ في المحافظة على تنفيذ منهجه.
والاستهزاء كما نعلم لَوْنٌ من الحرب السلبية؛ فهم لم يستطيعوا مواجهة ما جاء به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بالجد، ولا أنْ يردّوا منهجه الراقي؛ لذلك لجئوا إلى السُّخْرية من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، ولم تنفعهم سخريتهم في النَّيْل من الرسول، أو النَّيْل من الإسلام وفي هذا المعنى، يقول لنا الحق سبحانه عن مصير الذين يسخرون من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ... ﴾
و «سلك الشيء» أي: أدخله، كما نُدخِل الخيط في ثقب الإبرة.
والحق سبحانه يقول: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ المصلين﴾ [المدثر: ٤٢ - ٤٣]
أي: ما أدخلكم في النار؛ فتأتي إجابتهم: ﴿لَمْ نَكُ مِنَ المصلين﴾ [المدثر: ٤٣]
وهنا يقول الحق سبحانه: ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ المجرمين﴾ [الحجر: ١٢]