كذبة. وشاء الحق سبحانه أن يُكِّذب ذلك؛ فقال: ﴿وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ﴾ [الحجر: ١٧]
والشيطان كما نعلم هو عاصي الجن.
ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: ﴿إِلاَّ مَنِ استرق... ﴾
وكلمة: ﴿استرق... ﴾ [الحجر: ١٨]
تُحدِّد المعنى بدقة، فهناك مَنْ سرق؛ وهناك مَنْ استرق؛ فالذي سرق هو مَنْ دخل بيتاً على سبيل المثال، وأخذ يُعبّئ ما فيه في حقائب، ونزل من المنزل على راحته لينقلها حيث يريد.
لكن إنْ كان هناك أحد في المنزل؛ فاللص يتحرك في استخفاء؛ خوفاً من أن يضبطه مَنْ يوجد في المنزل ليحفظه؛ وهكذا يكون معنى «استرقَ» الحصول على السرقة مقرونة بالخوف.
وقد كان العاصون من الجِنِّ قبل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسترقون السمع


الصفحة التالية
Icon