أَحْسِنْ إلىَ النَّاسِ تَسْتعبدِ قُلُوبَهُم | وطَالَما اسْتعبَد الإنْسانَ إحْسَانُ |
إذن: لو نظرتَ إلى كل شيء في الوجود تجد له مهمة، حتى إنْ كان مذموماً، ثم إن البخيل كثيراً ما يكون ظريفاً لا يخلو مجلسه من ظُرْفه، فقد كنا في بواكير شبابنا نشرب السجائر، فكان الواحد منا يُخرج علبة السجائر يوزعها على الحاضرين، وربما لا تكفي واحدة فأخرج الأخرى، وكان في مجلسنا واحد من هؤلاء، فنظر إليَّ في غَيْظ وقال (يا قلبك يا أخي).
وقد كانت هذه السجائر سبباً في أننا جُرْنا على شبابنا، فكان لها أثر بالغ علينا في الكِبَر، فليحْمِ الشباب شبابهم ولا يدمروه بمثل هذه الخبائث المحرمة.
ثم يقول سبحانه: ﴿فَإِذَا جَآءَ الخوف رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ..﴾ [الأحزاب: ١٩] أي: في ساعة الفزع، يأخذ الفزع أبصارهم، فينظرون هنا وهناك، لا تستقر أبصارهم، ولا تسكن إلى شيء، زاغتْ أبصارهم ﴿كالذي يغشى عَلَيْهِ مِنَ الموت..﴾ [الأحزاب: ١٩]
ومن ذلك الخبر: «إنكم لتكثرون عند الفزع، وتَقلُّون عند الطمع».
كان هذا حالهم عند الخوف والفزع ﴿فَإِذَا ذَهَبَ الخوف سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ..﴾ [الأحزاب: ١٩] معنى ﴿سَلَقُوكُمْ..﴾ [الأحزاب: ١٩]