الجمهور: «نفخة» بالرفع، لما نعت صح رفعه، وقرأ أبو السمال: «نخفة واحدة» بالنصب. وقرأ جمهور القراء: «وحملت» بتخفيف الميم بمعنى حملتها الرياح والقدرة، وقرأ ابن عباس فيما روي عنه: «وحمّلت» بشد الميم، وذلك يحتمل معنيين أحدهما أنها حاملة حملت قدرة وعنفا وشدة نفثها فهي محملة حاملة.
والآخر أن يكون محمولة حملت ملائكة أو قدرة. وقوله تعالى: فَدُكَّتا وقد ذكر جمعا ساغ، ذلك لأن المذكور فرقتان وهذا كما قال الشاعر [القطامي] :[الوافر]
ألم يحزنك أن حبال قومي | وقومك قد تباينتا انقطاعا |
إذا ضعفت فاستوت حدبتها مع ظهرها، والْواقِعَةُ: القيامة والطامة الكبرى، وقال بعض الناس: هي إشارة إلى صخرة بيت المقدس وهذا ضعيف، وانشقاق السماء هو تفطيرها وتمييز بعضها عن بعض وذلك هو الوهي الذي ينالها كما يقال في الجدارات البالية المتشققة واهية، وَالْمَلَكُ اسم الجنس يريد به الملائكة، وقال جمهور المفسرين: الضمير في أَرْجائِها عائد على السَّماءُ أي الملائكة على نواحيها وما لم يه منها والرجا: الجانب من الحائط والبئر ونحوه ومنه قول الشاعر [المرادي] :[الطويل]
كأن لم تري قبلي أسيرا مقيدا | ولا رجلا يرعى به الرجوان |
قوله عز وجل:
[سورة الحاقة (٦٩) : الآيات ١٨ الى ٢٩]
يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (١٨) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (١٩) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (٢٠) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (٢٢)
قُطُوفُها دانِيَةٌ (٢٣) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (٢٤) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (٢٥) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (٢٦) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (٢٧)
ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (٢٩)