القول في هذا عند تفسير قوله: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ " (١).
حجة القائلين: إن المراد بالشرح المعنى الحقيقي للآية وهو شق الصدر:
استدلوا على ذلك بما جاء في السنة من حديث أنس بن مالك وغيره أن النبي - ﷺ - قال: " بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول أحد الثلاثة بين الرجلين فأتيت فانطلق بي فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم فشرح صدري إلى كذا وكذا قال قتادة فقلت للذي معي ما يعني قال إلى أسفل بطنه فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه ثم حشي إيمانا وحكمة... " (٢).
القول الراجح:
إن الآية تحتمل المعنيين كما ذكر ابن عاشور وغيره من المفسرين، وقد تقدم ذكرهم، وذلك عملا بالقاعدة الترجيحية: (الأولى إعمال اللفظ بكلا معنييه الحقيقي والمجازي) ولأنه لا منافاة بين الشرح الحقيقي والمجازي، بل إن الشرح المجازي أو المعنوي مترتب على ما فعل بصدره - ﷺ - ليلة الإسراء.
قال أبو حيان: " والأولى العموم لهذا ولغيره من مقاساة الدعاء إلى الله وحده
_________
(١) فتح القدير / الشوكاني، ج ٥، ص ٤٦١.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله إلى السموات.. ، ج ١، ص ١٥٠، ح- ١٦٤، والترمذي في سننه، كتاب تفسير القرآن عن رسول الله - ﷺ -، باب ومن سورة ألم نشرح، ج ٥، ص ٤٤٢، ح- ٣٣٤٦ وقال أبو عيسى: " هذا حديث حسن صحيح ".


الصفحة التالية
Icon