وقوله: ﴿بِهِ﴾ أي: بالقرآن (١).
وقوله: ﴿نَافِلَةً لَكَ﴾ انتصاب قوله: ﴿نَافِلَةً﴾ إما على المصدر، كأنه قيل: فتهجد تَهَجُّدًا، فوُضع موضع (تهجدًا)، لأن التهجد عبادة زائدة، والنافلة كذلك، أو فتنفل تنفلًا، فتكون مصدرًا من معناه، وفاعلةٌ تكون مصدرًا كالعافية والعاقبة وشبههما. أو على الحال من الضمير في ﴿بِهِ﴾ إذ المراد به: الصلاة على أحد الوجهين، أي: فتهجد به زائدة.
وقوله: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا﴾ (أَن) وما اتصل بها في موضع رفع بـ ﴿عَسَى﴾، أي: وجب أو قرب بعث ربك إياك، وفي نصب (مقام) ثلاثة أوجه:
أحدها: حال من الكاف، على معنى: أن يبعثك ذا مقام.
والثاني: ظرف، وفي عامله وجهان - أحدهما: محذوف تقديره: عسى أن يبعثك ربك فيقيمك في مقام. والثاني: على تضمين البعث معنى الإقامة.
والثالث: هو مصدر من غير لفظ الفعل المذكور، بمعنى: أن يبعثك فتقوم مقامًا.
﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (٨٠) وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (٨١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مُدْخَلَ صِدْقٍ... مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾ منصوبان على المصدر، كالإدخال والإخراج، ويجوز فتح ميمهما على: أدخلته فدخل، وأخرجته فخرج مَدخلًا ومَخرجًا، والمصدر من أَفْعَلَ مُفْعَلٌ ومِنْ فَعَلَ مَفْعَلٌ،

(١) قدم عليه ابن عطية ١٠/ ٣٣٤ قولًا آخر هو أن يعود على الوقت المقدر، أي: وقم وقتًا من الليل فتهجد بذلك الوقت.


الصفحة التالية
Icon