وجوههم" (١). أي: مسحوبين، بدليل قوله جل ذكره: ﴿يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ﴾ (٢).
وقوله: ﴿عُمْيًا﴾ حال إما من الهاء والميم في ﴿وَنَحْشُرُهُمْ﴾ أو من المنوي في الظرف، وما بعده من الأحوال عطف عليه.
وقوله: ﴿مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ﴾ حال أخرى وهي مقدرة، ويحتمل أن يكون مستأنفًا.
وقوله: ﴿كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا﴾ محل الجملة النصب على الحال من ﴿جَهَنَّمُ﴾، والعامل فيها ما في مأوى من معنى الفعل، أي: يصيرون أو: يأوون إليها مسعورة أو مُحْمَاةً، ولا يجوز أن تكون صفة لها لكونها معرفة والجملة نكرة، ولك أن تجعلها مستأنفة. و ﴿كُلَّمَا﴾: ظرف لزدنا. ﴿سَعِيرًا﴾: مفعول ثان.
﴿ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (٩٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ﴾ (ذلك): مبتدأ، والإشارة إلى ما وصف من حشرهم على الصفات المذكورة، و ﴿جَزَاؤُهُمْ﴾: خبره. و ﴿بِأَنَّهُمْ﴾: من صلة الجزاء. أو ﴿جَزَاؤُهُمْ﴾: بدل من ﴿ذَلِكَ﴾ أو: عطف بيان له، و ﴿بِأَنَّهُمْ﴾ الخبر، فيكون متعلقًا بمحذوف.
وقوله: ﴿أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا﴾ قد ذكرت

(١) بهذا اللفظ جزء من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أخرجه الترمذي في تفسير القرآن، سورة بني إسرائيل (٣١٤١) وحسنه. وهو بهذا اللفظ في مسند الإمام أحمد ٢/ ٣٥٤ أيضًا، لكن الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف / ١٠٢/ قال: فيه راو ضعيف، وأصله في الصحيحين من حديث أنس - رضي الله عنه - أن رجلًا قال يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادرًا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟.
(٢) سورة القمر، الآية: ٤٨.


الصفحة التالية
Icon