الأخرى فيصلي بها، كما وصفت في الأخرى (١).
قال: وإن كان العدو قليلًا من ناحية القبلة، والمسلمون كثير يأمنونهم في مستوى لا يسترهم شيء إن حملوا عليهم رأوهم، صلى الإمام بهم جميعًا وركع، وسجد بهم جميعًا، إلا صفًّا يليه، أو بعض صف ينظرون العدو، فإذا قاموا بعد السجدتين سجد الذين (٢) حرسوا، فإذا ركع ركع بهم جميعًا، وإذا سجد سجد معه الذين حرسوا أولًا إلا صفًّا، أو بعض صف يحرسونه منهم، فإذا سجدوا سجدتين وجلسوا، سجد الذين حرسوا ثم يتشهد ويتشهدون ثم يسلم بهم جميعًا معًا، قال: فلو تأخر الصف الذين حرسوا إلى الصف الثاني، وتقدم الثاني وحرسوه، فلا بأس، فهذا نحو صلاة النبي - ﷺ - يوم عسفان (٣).
وروى شبل (٤)، عن ابن أبي نجيح (٥)، عن مجاهد (٦) ﴿فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ﴾ قال: كان النبي - ﷺ - وأصحابه بعسفان، والمشركون بضجنان (٧)، فتوافقوا، فصلى النبي - ﷺ - بأصحابه صلاة
(٢) في (ت): الفريق.
(٣) انظر: "الأم" للشافعي ١/ ٢٤٧ - ٢٤٩، والمصنف نقل بالمعنى.
(٤) شبل بن عباد المكي، ثقة، رُمي بالقدر.
(٥) ثقة، رُمي بالقدر وربما دلس.
(٦) ثقة، إمام في التفسير وفي العلم.
(٧) ضجنان: بفتح الضاد، وسكون الجيم موضع أو جبل بين مكة والمدينة.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٧٤ (ضجن) وتسمى الآن حرة المحسنية على مسافة ٥٤ كيلا من مكة. =