قد انقطع من أصحابه قال: قتلني الله إن لم أقتله. قال: ثم انحدر من الجبل ومعه السيف، فلم يشعر به النبي - ﷺ - إلا وهو قائم على رأسه ومعه السيف قد سله من غمده، فقال يا محمد، من يعصمك مني الآن؟ قال رسول الله - ﷺ -: "الله"، ثم قال: "اللهم، اكفني حويرث ابن الحارث بما شئت". ثم أهوى بالسيف إلى رسول الله - ﷺ -، ليضربه، فأكب لوجهه، من زَلْجة (١)، زُلِجها من بين كتفيه، وندر سيفه (من يده) (٢)، فقام رسول الله - ﷺ - فأخذه، ثم قال له رسول الله - ﷺ - "يا حويرث من يمنعك مني الآن؟ " قال: لا أحد. قال: "تشهد ألا إله إلا الله، وأني محمد عبده ورسوله، وأعطيك سيفك". قال: لا، ولكن أشهد ألا أقاتلك أبدا (٣)، ولا أعين عليك عدوا. فأعطاه رسول الله - ﷺ - سيفه، فقال حويرث للنبي - ﷺ -: والله، لأنت خير مني. فقال النبي - ﷺ -: "أجل، أنا أحق بذلك منك".

= المغازي، باب غزوة ذات الرقاع (٤١٣٦) عن أبي بشر، وجزم به ابن حجر في "الإصابة" ٨/ ٦١، وذكر الخطابي في "غريب الحديث" ١/ ٣٠٨ قولًا أنَّه غويرث بالتصغير، وما في "الصحيح" هو الصواب، وهو موافق لرواية ابن إسحاق في "السيرة"، انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام ٣/ ٢١٦٥.
(١) كذا في النسخ، وفي "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٣٠٨ (زلخ): من زلخة زلخها، بتشديد اللام مع الفتح وخاء مفتوحة، ثم فسرها ابن الأثير فقال: يقال: رمى الله فلانًا بالزلخة -بضم الزاي، وتشديد اللام وفتحها- وهو وجع يأخذ من الظهر، لا يتحرك الإنسان من شدته.
وانظر: "غريب الحديث" للخطابي ١/ ٣٠٨، حيث خطأ من رواه بالجيم.
(٢) من (م).
(٣) ساقطة من (ت).


الصفحة التالية
Icon