وأما النصب فعلى أن يجعل النجوى فعلًا، ويكون قوله ﴿إِلَّا﴾ استثناء من غير الجنس، فيكون وجهه النصب، كما قال النابغة:
إلا أواري لأيا (١).. البيت.
وقد يكون من (٢) في موضع رفع، وإن رددت على خلافها، كما قال:
وبلدة ليس بها أنيسِ | إلا اليعافير وإلا العيسِ (٣) |
نزلت في طعمة بن أبيرق أيضًا، وذلك أنَّه لما نزل القرآن فيه، وعلم قومه أنَّه ظالم، خاف هو على نفسه من القطع والفضيحة هرب إلى مكة، فأنزل الله تعالى فيه: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ﴾ أي: يخالفه، ﴿مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى﴾ أي: التوحيد والحدود، ﴿وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ يقول: غير دين المؤمنين، دين أهل مكة عبادة الأوثان، ﴿نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى﴾ أي: نكله في الآخرة إلى ما تولى في الدنيا، ﴿وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾، فلم يتب طعمة ولم يراجع
(١) في (ت): ما أبينها، وفي هامش (م): والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد.
والبيت في "ديوانه" (ص ٣٠)، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٨٨.
(٢) ساقطة من (م)، (ت).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٨٨، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١١/ ٣٣، ورجح الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٧٧ أن تجعل (من) في موضع خفض، ردًّا على قوله: ﴿مِنْ نَجْوَاهُمْ﴾، فيكون المراد بالنجوى هنا جماعة المتناجين.
والبيت في "ديوانه" (ص ٣٠)، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٨٨.
(٢) ساقطة من (م)، (ت).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٨٨، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١١/ ٣٣، ورجح الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٧٧ أن تجعل (من) في موضع خفض، ردًّا على قوله: ﴿مِنْ نَجْوَاهُمْ﴾، فيكون المراد بالنجوى هنا جماعة المتناجين.