فقال: يَا رسول الله أوجبْتُ، فقال: "أعتق رقبة"، فجاء برقبة أعجمية إلى النَّبِيّ - ﷺ -، فقال لها رسول الله - ﷺ -: "من ربك؟ " ففهمها الله، فأشارت أنَّه واحد، فقال: "من أنا؟ " فأشارت إلى السماء، أي: إنك رسول الله، فقال - ﷺ -: "اعتقها فإنَّها مؤمنة" (١).
و(أوجبت) لفظة مطلقة محتملة.
وروى أبو سلمة عن الشريد (٢): أن أمه أوصت أن يعتق عنها رقبة، فجاء إلى رسول الله - ﷺ - فقال: إن أمي أوصت أن تعتق عنها رقبة، وعندي جارية نوبية سوداء، أفأعتقها؟ قال: "ادع بها"، فجيء بها، فقال: "من ربك؟ " قالت: الله، قال: "فمن أنا؟ " قالت: رسول الله، فقال: "اعتقها فإنَّها مؤمنة" (٣).

(١) الحديث: أخرجه أَحْمد في "المسند" ٢/ ٢٩١ (٧٩٠٦)، وأبو داود كتاب الأيمان والنذور، باب في الرقبة المؤمنة (٣٢٨٤)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٧/ ٣٨٨، والطبراني في "المعجم الأوسط" ٣/ ٩٥ (٢٥٩٨)، ثم قال: لم يروه عن عوف إلَّا المسعودي من طريق يزيد بن هارون عن المسعودي عن عون بن عبد الله، عن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة.. فذكره، وإسناده ضعيف، فيه المسعودي- عبد الله بن عبد الرَّحْمَن مختلط، لكن يشهد للحديث الذي بعده، واللفظ الذي ذكره المؤلف رحمه الله، لفظ أَحْمد رحمه الله.
(٢) ابن سويد الثَّقَفيّ، شهد بيعة الرِّضوان، سكن الطائف، والمدينة.
انظر: "الإصابة" لابن حجر ٥/ ٧١.
(٣) الحديث: أخرجه أبو داود في كتاب الأيمان والنذور، باب في الرقبة المؤمنة (٣٢٨٣)، وأَحمد في "مسنده" ٤/ ٣٨٨ (١٩٤٥٥)، والنَّسائيّ في "السنن الكبرى" ٤/ ١١٠ (٦٤٨٠)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٧/ ٣٨٨ من طريق حماد، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن الشريد به، وإسناده صحيح.
قلت: ومثلهما حديث معاوية بن الحكم في مسلم (٥٣٧).


الصفحة التالية
Icon