عباد بن منصور الناجي (١)، قال: سألت الحسن عن قوله -عز وجل-: ﴿وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ﴾ الآية؟ فقال: كان رجل من طواغيت العرب، بعث إليه النبي - ﷺ - نفرًا يدعونه إلى الله ورسوله أن يؤمن فقال لهم: أخبروني عن رب محمد هذا الذي تدعونني إليه ما هو ومما هو من ذهب أو فضة؟ ! أم من حديد أم من نحاس؟ ! فاستعظم القوم مقالته، وانصرفوا إلى النبي - ﷺ -، فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا رجلًا أكفر قلبًا ولا أعتى على الله منه. فقال رسول الله - ﷺ -: "ارجعوا إليه". فرجعوا إليه، فجعل لا يزيدهم على مثل مقالته الأولى، أُجِيبُ محمدًا إلى ربٍ لا أراه! ولا أعرفه! فانصرفوا إليه فقالوا: يا رسول الله، ما زادنا على مقالته الأولى وأخبث. فقال رسول الله - ﷺ -: "ارجعوا إليه". فرجعوا إليه، فبينا هم عنده ينازعونه ويدعونه ويعظمون عليه وهو يقول هذِه المقالة إذا ارتفعت سحابة فكانت فوق رؤوسهم فرعدت ثم برقت فرمت بصاعقة فأحرقت الكافر وهم جلوس، فجاءوا يسعون ليخبروا النبي - ﷺ -، فاستقبلهم قوم من أصحاب النبي - ﷺ -، فقالوا لهم: أحترق صاحبكم؟ قالوا لهم: من أين علمتم؟ قالوا: أوحى الله إلى النبي - ﷺ - الساعة: ﴿وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ (٢).

(١) صدوق، رمي بالقدر، وكان يدلس وتغير بأخرة.
(٢) الحكم على الإسناد: =


الصفحة التالية
Icon