منزله (١).
﴿وَلَا مُسْتَئْنِسِينَ لِحَدِيثٍ﴾ (٢) ومحله خفض مردود على قوله: ﴿غَيْرَ نَاظِرِينَ﴾ ﴿وَلَا﴾ غير ﴿مُسْتَئْنِسِينَ لِحَدِيثٍ﴾ طالبين الأنس.
﴿إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ
مسألة: قوله تعالى: {وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا﴾ أكد المنع، وخص وقت الدخول بأن يكون عند الإذن على جهة الأدب، وحفظ الحضرة الكريمة من المباسطة المكروهة. قال ابن العربي: وتقدير الكلام: ولكن إذا دعيتم وأذن لكم في الدخول فأدخلوا، وإلا فنفس الدعوة لا تكون إذنا كافيا في الدخول.
مسألة: في هذِه الآية دليل على أن الضيف يأكل على ملك المضيف لا على ملك نفسه، لأنه قال: (فإذا طعمتم فانتشروا) فلم يجعل له أكثر من الأكل، ولا أضاف إليه سواه، وبقي الملك على أصله. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٢٢٦ - ٢٢٧.
(١) أمرهم سبحانه بالانتشار بعد الطعام، وهو التفرق، والمراد الإلزام بالخروج من المنزل الَّذي وقعت الدعوة إليه عند انقضاء المقصود من الأكل.
(٢) وفي الصحيح عن رسول الله - ﷺ -: "لو دعيت إلى ذراع لأجبت ولو أهدي إلى كراع لقبلت، فإذا فرغت من الَّذي دعيتم إليه فخففوا عن أهل المنزل وانتشروا في الأرض" ولهذا قال تعالى: ﴿وَلَا مُسْتَئْنِسِينَ لِحَدِيثٍ﴾ أي كما وقع لأولئك النفر الثلاثة الذين استرسل بهم الحديث، ونسوا أنفسهم حتَّى شق ذلك على رسول الله - ﷺ -، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ﴾.