يا نفس لا تمخضي بالنصح مجتهدًا على المودة إلا آل ياسينا (١)
وقال أبو بكر الوراق: يا سيد البشر.
فإن قيل: لِمَ عَدَّ (يس) آية، ولم يعد (طس) آية (٢)؟، فالجواب: أن (طس) أشبه قابيل من جهة الزنة والحروف الصحاح، و (يس) أوله حرف علة، وليس مثل ذلك في الأسماء المفردة، فأشبه الجملة والكلام التام وشاكل ما بعده من رؤوس الآي.
٢ - ﴿وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣)﴾
وهو جواب لقول الكفار: ﴿لَسْتَ مُرْسَلًا﴾.
٤ - ﴿عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤) تَنْزِيلَ﴾
قرأ ابن عامر، وأهل الكوفة بنصب اللام على المصدر، كأنه قال:
(١) قال اللحياني: في لغة طيئ ما رأيتُ ثَمَّ إيسانا. أي: إنسانا؛ ويجمعونه أياسين، قال في كتاب الله -عز وجل-: ﴿يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾؛ بلغة طيئ، قال أبو منصور: وقول العلماء أنه من الحروف المقطعة. وقال الفراء: العرب جميعًا يقولون الإنسان إلا طيئًا فإنهم يجعلون مكان النون ياء. وروى قَيْسُ بن سعد أن ابن عباس - رضي الله عنه - قرأ: ﴿يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾، يريد يا إنسان. قال ابن جني: ويحكى أن طائفة من الجن وافوا قوما فاستأذنوا عليهم فقال لهم الناس: من أنتم؟ فقالوا: ناسٌ من الجن، وذلك أن المعهود في الكلام إذا قيل للناس من أنتم قالوا: ناس من بني فلان، فلما كثر ذلك استعملوه في الجن على المعهود من كلامهم مع الإنس، والشيء يحمل على الشيء من وجه يجتمعان فيه وإن تباينا من وجه آخر.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ١٣.
(٢) من (م).


الصفحة التالية
Icon