ظراب (١) مكة قد سدت بوجوه الرجال، فقلت: أي رب من هؤلاء، قال: هؤلاء أمتك، أرضيت؟ قلت: يا رب رضيت، قال: انظر: عن يسارك، فنظرت، فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال، فقلت: يا رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء أمتك، أرضيت، فقلت: رب رضيت، رب رضيت، فقيل: إنَّ مع هؤلاء سبعين ألفًا من أمتك يدخلون الجنّة لا حساب عليهم، مع كل واحد من السبعين ألفًا سبعون ألفًا يدخلون بشفاعتهم"، قال: فأنشأ (٢) عكاشة بن محصن الأسدي، فقال: يا نبي الله ادع ربك أن يجعلني منهم. فقال: "اللهم اجعله منهم" ثم أنشأ رجل آخر من الأنصار فقال: يا نبي الله، ادعو ربك أن يجعلني منهم. فقال: "سبقك بها عكاشة"، ثم قال لنا النبي - ﷺ -: "فداكم أبي وأمي، فإن استطعتم أن تكونوا من السبعين ألفًا فكونوا، وإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب، وإن عجزتم وقصرتم فكوثوا من أهل الأفق، فإني قد رأيتُ ناسًا يتهاوشون كثيرًا".
قال ابن مسعود - رضي الله عنه - فلما قام النبي - ﷺ - قلنا: من هؤلاء السبعون ألفًا فاتفق رأينا أنَّهم أناسٌ وُلدوا في الإسلام، فلم يزالوا يسلمون به حتَّى ماتوا عليه، فنمى حديثهم إلى النبي - ﷺ -: فقال (٣) "إني لأرجو
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (ظرب).
(٢) فأنشأ: ابتدأ حديثًا.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (نشأ).
(٣) ساقطة من الأصل.