قال أبو محجن الثقفي (١):

فلا تَدْفِنَني بالفلاة (٢) فإنني أخاف إذا ما مِتُّ ألاَّ أذوقها
أي: أعلم. وقرأ أبو جعفر، وحمزة، ويعقوب: (يُخافا) (٣) بضم الياء؛ أي: يُعلم ذلك منهما؛ اعتباراً بقراءة ابن مسعود: (إلا أن يخافوا) (٤)، واختاره أبو عبيد؛ لقوله تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ﴾ (٥) قال: فجعل الخوف لغيرهما، ولم يقل: فإن خافا (٦).
(فذلك قوله: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ﴾) (٧) وهو أن تخاف المرأة الفتنة على نفسها، فتعصي الله في أمر زوجها، ويخاف الزوج إذا لم
(١) ساقطة من (ش)، (ح)، (أ).
تقدم تخريجه.
(٢) في (أ): في الفلاة.
(٣) "السبعة" لابن مجاهد (ص ١٨٢)، "الكامل في القراءات الخمسين" للهذلي (١٦٩ أ)، "الاختيار في القراءات العشر" لسبط الخياط ١/ ٣٠٤، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٢٧.
(٤) عزاها إليه الأعمش، رواه عنه ابن أبي داود في "المصاحف" (ص ٥٨)، وعزاها إليه الفراء في "معاني القرآن" ١/ ١٤٥، والطبري في "جامع البيان" ٢/ ٤٦١، والنحاس في "إعراب القرآن" ١/ ٣١٤، والأزهري في "علل القراءات" ١/ ٨٠ وعندهم -إلا ابن أبي داود- "إلا أن تخافوا"، قال السمين الحلبي في "الدر المصون" ٢/ ٤٤٧: وروي عنه أيضاً بياء الغيبة.
(٥) في هامش (ز) زيادة: أيها الولاة والحكام.
(٦) "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣١٤.
(٧) ساقطة من (ش)، (ح)، (أ).


الصفحة التالية
Icon