وأُضمرت، يعني ﴿وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا﴾ -كان الحق- ﴿أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ﴾ (١) إلى محل الحق.
﴿ذَلِكُمْ﴾ الكتاب ﴿أَقْسَطُ﴾ أعدل ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾ لأنه أَمَرَ به. واتباع أمره أعدل من تركه. ﴿وَأَقْوَمُ﴾ وأصوب ﴿لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى﴾ -وأحرى وأقرب إلى ﴿أَلَّا تَرْتَابُوا﴾ تشكُّوا في الشهادة ومبلغ الحق والأجل إذا (٢) كان مكتوبًا، نظيره قوله -عَزَّ وَجَل-: ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا﴾ (٣). وهو أفعل، من الدنو.
ثم استثنى فقال: ﴿إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً﴾ قرأها عاصم بالنصب (٤) على خبر كان وأضمر الاسم، مجازُهُ: إلا أن تكون التجارة تجارةً (٥)، أو المبايعة تجارةً، وأنشد الفراء (٦):

(١) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣٤٦، "مشكل إعراب القرآن" لمكي ١/ ١١٩، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ٦٦٨.
(٢) في (ح): إذ.
(٣) المائدة: ١٠٨.
(٤) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص ١٩٣)، "الحجة" لابن زنجلة (ص ١٥١)، "الغاية في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ١٢١).
(٥) في (ج): (حاضرة)، وكررها في (أ).
(٦) نسبه سيبويه في "الكتاب" ١/ ٤٧ لعمرو بن شأس، وصدره فيه: بني أسد هل تعلمون بلاءنا. وهو في "ديوانه" (ص ٣١).
والبيت هكذا ذكره الفراء في "معاني القرآن" ١/ ١٨٦، والطبري في "جامع البيان" ٣/ ١٣٢ دون عزو لأحد.
وقوله: ذا كواكب، أي: شديد عصيب كأنه أظلم؛ كسفت الشمس، فبدت =


الصفحة التالية
Icon