﴿قَالَتْ﴾: حنّة، وكانت ترجو (١) أن يكون غلامًا؛ فلذلك حررت ﴿رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى﴾ اعتذارًا إلى الله عز وجل (٢).
﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ﴾: إخبارًا عن الله تعالى. وهي قراءة العامَّة (٣). وقرأ على وإبراهيم النخعيّ وابن عامر وأبو بكر ويعقوب: (وضعت) برفع التاء (٤)، جعلوها من كلام أم مريم.
﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾: في خدمة الكنيسة، والعبَّاد الذين فيها؛ لعورتها، وضعفها، وما يعتريها من الحيض، والنفاس، والأذى.
قول أم مريم: ﴿وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ﴾ وهي بلغتهم: العابدة والخادمة، وكانت مريم أجمل النساء في وقتها، وأفضلهن.
[٧٧٢] أخبرني ابن فنجويه (٥)، أنا أحمد بن محمد بن إسحاق السنيُّ (٦)، حدثني عبد الملك بن محمود بن سميع (٧)، ثنا محمد بن

(١) في الأصل: تدعو. والمثبت من (س)، (ن).
(٢) من (س)، (ن).
(٣) وقد رَّجح الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٢٣٧ هذِه القراءة؛ لأنها القراءة المستفيضة، ولا يتدافع صحتها.
وانظر: "إعراب القراءات السبع" ١/ ١١١، "الحجة" لابن زنجلة (ص ١٦٠)، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٢٨٥.
(٤) انظر: "الإقناع" لابن الباذش ٢/ ٦١٩، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٠٧، "السبعة" لابن مجاهد (ص ٢٠٤).
(٥) الحسين بن محمد بن الحسين، ثقة صدوق، كثير الرواية للمناكير.
(٦) حافظ ثقة.
(٧) لم أجده.


الصفحة التالية
Icon