وقال الكسائي: نصب ﴿ذَهَبًا﴾ على إضمار (مِنْ)، أي: من ذهب، كقوله ﴿أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا﴾ (١) أي: من صيام (٢).
﴿وَلَوِ افْتَدَى بِهِ﴾.
روى قتادة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - ﷺ - قال: "يجاء بالكافر يوم القيامة، فيقال له: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبًا، اكنت مفتديًا به؟ فيقول نعم، فيقال: لقد سئلت ما هو أيسر من ذلك: ألا تشرك بالله شيئًا، فأبيت إلَّا الشرك" (٣).
قال الله تعالى: ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾.

= ١/ ٢٢٢، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٥٨٠، "أوضح المسالك" لابن هشام ١/ ٣٦٣.
(١) المائدة: ٩٥.
وانظر: "أوضح المسالك" لابن هشام ١/ ٣٦٣.
(٢) انظر قول الكسائي في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ١٣١، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٣/ ٣٠٦ - ٣٠٧.
(٣) التخريج:
أخرج البخاري في كتاب الرقاق باب: "من نوقش الحساب عذِّب" (٦٥٣٨)، ومسلم في كتاب صفات المؤمنين، باب: طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهبًا (٢٨٠٥)، والطبري في "جامع البيان" ٣/ ٣٤٦، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٧٠٢ من طرق، عن قتادة عن أنس بن مالك مرفوعًا نحوه.
وانظر: "الوسيط" للواحدي ١/ ٤٦٢.


الصفحة التالية
Icon