قوله عز وجل: ﴿وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾، أي: كافينا الله، وثقتنا الله، والنون والألف مخفوضتان بالإضافة، كقولك: حسب زيد درهم، لأن حسب اسم، وإن كان في مذهب الفعل لا ترى ضمة الباء منه (١) قال الشاعر (٢):

فتملأ بيتنا أقطًا وسمنًا وحسبك من غنى شبع وري (٣)
﴿وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ أي: الموكول إليه الأمور، فعيل بمعنى مفعول (٤) قال الواقدي قوله: ﴿وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ أي: المانع (٥)، نظيره قوله تعالى: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ
= "عقيدة السلف وأصحاب الحديث" لشيخ الإسلام الصابوني ١/ ١٢٣ ضمن "مجموعة الرسائل المنبرية وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" لأبي القاسم هبة الله اللالكائي ١/ ١٧٠، "رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت"، لأبي نصر عبيد الله السجزي (ص ١٧٨ - ١٧٩).
(١) انظر: "الدر المصون" للسمين الحلبي ١/ ٣٥٥، ٣/ ٤٩٠، "إملاء ما من به الرحمن" للعكبري ١/ ١٥٨، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٦٦٢.
(٢) هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الشاعر.
(٣) البيت في "ديوانه" (ص ٤٩)، "مجمع الأمثال" للميداني ١/ ٣٤٨، "تاج العروس" للزبيدي ٥/ ٣٩٢ (سمن)، "الصحاح" للجوهري ٥/ ٢١٣٨ (سمن).
(٤) فيه أقوال وما ذكره أحدها.
انظر: "الدر المصون" للسمين الحلبي ٣/ ٤٩٠، "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٦/ ٦١ - ٦٢.
(٥) انظر: "الأسماء والصفات" للبيهقي ١/ ٢١١ - ٢١٣، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٦٦٢.


الصفحة التالية
Icon