يذكرون الفتح وما فاتهم منه ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا فأقبل أبو سفيان حتى أشرف عليهم فلما نظروا إليه نسوا ذلك الذي كانوا عليه وهمهم أبو سفيان فقال رسول الله ﷺ ليس لهم أن يعلونا اللهم إن تقتل هذه العصابة لا تعبد، ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم فذلك قوله ﴿فأثابكم غما بغم﴾ الغم الأول ما فاتهم من الغنيمة
والفتح والغم الثاني إشراف العدو عليهم ﴿لكيلا تحزنوا على ما فاتكم﴾ من الغنيمة ﴿ولا ما أصابكم﴾ من القتل حين تذكرون فشغلهم أبو سفيان.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال : أصاب الناس حزن وغم على ما أصابهم في أصحابهم الذين قتلوا فلما تولجوا في الشعب وقف أبو سفيان وأصحابه بباب الشعب فظن المؤمنون أنهم سوف يميلون عليهم فيقتلونهم أيضا فأصابهم حزن من ذلك أنساهم حزنهم في أصحابهم، فذلك قوله سبحانه ﴿فأثابكم غما بغم﴾.
الآية ١٥٤.
أخرج ابن جرير عن السدي، أن المشركين انصرفوا يوم أحد بعد الذي كان من أمرهم وأمر المسلمين فواعدوا النَّبِيّ ﷺ بدرا من قابل فقال لهم : نعم، فتخوف المسلمون أن ينزلوا المدينة فبعث رسول الله ﷺ رجلا


الصفحة التالية
Icon