" صفحة رقم ٢٦٧ "
الأصفَادِ ( حقيقة، ويجوز أن يكون تمثيلاً لمنع الشياطين من التفلت.
وقد كان ملك سليمان مشتهراً بصنع الدروع السابغات المتقنة. يقال : دروع سليمانية. قال النابغة :
وكل صَموت نثلة تُبَّعِيّة
ونَسْج سُلَيم كلَّ قمصاء ذائل
أراد نسج سليمان، أي نسج صنّاعه.
والإِشارة إلى التسخير المستفاد من ) فسخرنا له الريح ( ( ص : ٣٦ ) إلى قوله :( والشياطين ( ( ص : ٣٧ ) أي هذا التسخير عطاؤنا. والإِضافة لتعظيم شأن المضاف لانتسابه إلى المضاف إليه فكأنه قيل : هذا عطاء عظيم أعطيناكه. والعطاء مصدر بمعنى المعطى مثل الخلق بمعنى المخلوق.
و ( امنن ) أمر مستعمل في الإِذن والإِباحة، وهو مشتق من المنّ المكنّى به عن الإِنعام، أي فأنعم على مَن شئت بالإِطلاق، أو أمسك في الخدمة من شئت.
فالمنّ : كناية عن الإِطلاق بلازم اللام، كقوله تعالى :( فإما مناً بعدُ وإما فداء ( ( محمد : ٤ ).
وجملتا ) فامنن أو أمْسِك ( معترضتان بين قوله :( عَطَاؤُنَا ( وقوله :( بِغَيرِ حسَابٍ (، وهو تفريع مقدّم من تأخير.
والتقديم لتعجيل المسرة بالنعمة، ونظيره قوله تعالى من بعد :( هذا فليذوقوه حميم وغساق ( ( ص : ٥٧ ) وقول عنترة :
ولقد نزلت فلا تظنِّي غيرَه
مني بمنزلة المُحَب المكْرَم
وقول بشارة :
كقائلة إن الحمار فنحِّه
عن القَتِّ أهلُ السمسم المتهذب
مجازاً وكناية في التحديد والتقدير، أي هذا عطاؤنا غير محدد ولا مقتَّر فيه، أي عطاؤنا واسعاً وافياً لا تضييق فيه عليك.