" صفحة رقم ٢٨٢ "
والتقدير : أبوابها، على رأي نحاة الكوفة، وأما عند البصريين ف ) الأبواب ( بدل من الضمير في ) مُفتَّحَةً ( على أنه بدل اشتمال أو بعض والرابط بينه وبين المبدل منه محذوف تقديره : الأبواب منها. وتفتيح الأبواب كناية عن التمكين من الانتفاع بنعيمها لأن تفتيح الأبواب يستلزم الإِذن بالدخول وهو يستلزم التخلية بين الداخل وبين الانتفاع بما وراء الأبواب.
وقوله ) مُتَّكِئينَ فيها ( تقدم قريب منه في سورة يس.
و ) يَدْعُونَ ( : يَأمرون بأن يجلب لهم، يقال : دعا بكذا، أي سأل أن يحضر له. والباء في قولهم : دعا بكذا، للمصاحبة، والتقدير : دعا مدعُوَّاً يصاحبه كذا، قال عدي بن زيد :
ودعَوا بالصَّبوح يوماً فجاءت
قينَة في يمينها إبريق
قال تعالى في سورة يس ) لهم فيها فاكهة ولهم ما يَدّعون.
وانتصب مُتَّكِئينَ ( على الحال من ( المتقين ) وهي حال مقدرة. وجملة ) يَدْعُونَ ( حال ثانية مقدرة أيضاً.
والشراب : اسم للمشروب، وغلب إطلاقه على الخمر إذا لم يكن في الكلام ذكر للماء كقوله آنفاً ) هذا مغتسَل بارد وشراب ( ( ص : ٤٢ ). وتنوين ) شراب ( هنا للتعظيم، أي شراب نفيس في جنسه، كقول أبي خراش الهذلي :
لقد وقعت على لحم
و ) عندهم قاصِراتُ الطَّرْفِ : عند ( ظرف مكان قريب و ) قَاصِرات الطرف ( صفة لموصوف محذوف، أي نساء قاصرات النظر. وتعريف ) الطرف ( تعريف الجنس الصادقُ بالكثير، أي قاصرات الأطراف. و ) الطرف ( : النظر بالعَين، وقصر الطرف توجيهه إلى منظور غير متعدد، فيجوز أن يكون المعنى : أنهن قاصرات أطرافَهن على أزواجهن. فالأطراف المقصورة أطرافهن. وإسناد ) قاصرات ( إلى ضميرهن إسناد حقيقي، أيْ لا يوجّهْن أنظارهن


الصفحة التالية
Icon