" صفحة رقم ٨١ "
والصعق : الإِغماء من خوف أو هلع قال تعالى :( وخر موسى صعقاً ( ( الأعراف : ١٤٣ )، وأصله مشتق من الصاعقة لأن المصاب بها يُغمى عليه أو يموت، يقال : صَعِق، بفتح فكسر، وصُعِق بضم وكسر.
وقرأه الجمهور ) يصعقون ( بفتح المثناة التحتية، وقرأه ابن عامر وعاصم بضم المثناة.
وذلك هو يوم الحشر قال تعالى :( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء اللَّه ( ( الزمر : ٦٨ )، وملاقاتهم لليوم مستعارة لوقوعه، شُبه اليوم وهو الزمان بشخص غائب على طريقة المكنية وإثباتُ الملاقاة إليه تخييل. والملاقاة مستعارة أيضاً للحلول فيه، والإتيان بالموصول للتنبيه على خطئهم في إنكاره.
و ) يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئاً ( بدل من ) يومهم ( ( الطور : ٤٥ ) وفتحته فتحة إعراب لأنه أضيف إلى مُعرب.
والإِغناء : جعل الغير غنياً، أي غير محتاج إلى ما تقوم به حاجياته، وإذا قيل : أغنى عنه. كان معناه : أنه قام مقامه في دفع حاجة كان حقه أن يقوم بها، ويتوسع فيه بحذف مفعوله لظهوره من المقام.
والمراد هنا لا يغني عنهم شيئاً عن العذاب المفهوم من إضافة ) يوم ( إلى ضميرهم ومن الصلة في قوله :( الذي فيه يصعقون ).
و ) كيدهم ( من إضافة المصدر إلى فاعله، أي ما يكيدون به وهو المشار إليه بقوله :( أم يريدون كيداً ( ( الطور : ٤٢ )، أي لا يستطيعون كيداً يومئذٍ كما كانوا في الدنيا.
فالمعنى : لا كيد لهم فيغني عنهم على طريقة قول امرىء القيس :
على لاَحِببٍ لا يُهتدَى بمناره
أي لا منار له فيهتدي به.
وهذا ينفي عنهم التخلص بوسائل من فعلهم، وعطف عليه ) ولا هم


الصفحة التالية
Icon