" صفحة رقم ٨٣ "
العلم إلى أكثرهم دون جميعهم لأن فيهم أهْل رأي ونظر يتوقعون حلول الشر إذا كانوا في خير.
والظلم : الشرك قال تعالى :( إن الشرك لظلم عظيم ( ( لقمان : ١٣ ) وهو الغالب في إطلاقه في القرآن.
( ٤٨، ٤٩ )
عطف على جملة ) فذرهم حتى يلاقوا يومهم ( ( الطور : ٤٥ ) الخ، وما بينهما اعتراض وكان مفتتح السورة خطاباً للنبيء ( ﷺ ) ابتداء من قوله تعالى :( إن عذاب ربك لواقع ( ( الطور : ٧ ) المسوق مساق التسلية له، وكان في معظم ما في السورة من الأخبار ما يخالطه في نفسه ( ﷺ ) من الكدر والأسف على ضلال قومه وبعدهم عما جاءهم به من الهدى ختمَت السورة بأمره بالصبر تسلية له وبأمره بالتسبيح وحمدِ الله شكراً له على تفضيله بالرسالة.
والمراد ب ) حكم ربك ( ما حكم به وقدره من انتفاء إجابَة بعضهم ومن إبطاء إجابة أكثرهم.
فاللام في قوله :( لحكم ربك ( يجوز أن تكون بمعنى ( على ) فيكون لتعدية فعل ) اصبر ( كقوله تعالى :( واصبر على ما يقولون ( ( المزمل : ١٠ ). ويجوز فيها معنى ( إلى ) أي اصبر إلى أن يحكم الله بينك وبينهم فيكون في معنى قوله :( واصبر حتى يحكم اللَّه ( ( يونس : ١٠٩ ) ويجوز أن تكون للتعليل فيكون ) لحكم ربك ( هو ما حكَم به من إرساله إلى الناس، أي اصبر لأنك تقوم بما وجب عليك.
فلللام في هذا المكان موقع جامع لا يفيد غيرُ اللام مثلَه.
والتفريع في قوله :( فإنك بأعيننا ( تفريع العلة على المعلول ) اصبر ( لأنك بأعيننا، أي بمحل العناية والكلاءة منا، نحن نعلم ما تلاقيه وما يريدونه بك