وروي ﴿ يَشْرُونَ ﴾. وقيل :﴿ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ ﴾ أي تبينت الندامة في أسرار وجوههم. قيل : الندامة لا تظهر، وإنما تكون في القلب، وإنما يظهر ما يتولد عنها، حسبما تقدم بيانه في سورة ﴿يونس، وآل عمران﴾. وقيل : إظهارهم الندامة قولهم :﴿ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ وقيل : أسروا الندامة فيما بينهم ولم يجهروا القول بها ؛ كما قال :﴿ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ﴾.
قوله تعالى :﴿ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ الأغلال جمع غل، يقال : في رقبته غل من حديد. ومنه قيل للمرأة السيئة الخلق : غل قمل، وأصله أن الغل كان يكون من قد وعليه شعر فيقمل وغللت يده إلى عنقه ؛ وقد غل فهو مغلول، يقال : ما له ؟ ؟ وغل. والغل أيضا والغلة : حرارة العطش، وكذلك الغليل ؛ يقال منه : غل الرجل يغل غللا فهو مغلول، على ما لم يسم فاعله ؛ عن الجوهري. أي جعلت الجوامع في أعناق التابعين والمتبوعين. قيل من غير هؤلاء الفريقين. وقيل يرجع ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ إليهم. وقيل : تم الكلام عند قوله :﴿ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ﴾ ثم ابتدأ فقال :﴿ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ ﴾ بعد ذلك في أعناق سائر الكفار. ﴿ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ في الدنيا.
الآية :[٣٤] ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴾
الآية :[٣٥] ﴿ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾
الآية :[٣٦] ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾
الآية :[٣٧] ﴿ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴾
الآية :[٣٨] ﴿ وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴾