وقرأ عيسى بن عمر ﴿ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ﴾ على أنه بدل، أي قل إن ربي علام الغيوب يقذف بالحق. قال الزجاج. والرفع من وجهين على الموضع، لأن الموضع موضع رفع، أو على البدل مما في يقذف. النحاس : وفي الرفع وجهان آخران : يكون خبرا بعد خبر، ويكون على إضمار مبتدأ. وزعم الفراء أن الرفع في مثل هذا أكثر في كلام العرب إذا أتى بعد خبر ﴿إن﴾ ومثله ﴿ إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴾ وقرئ :﴿ الْغُيُوبِ ﴾ بالحركات الثلاث، فالغيوب كالبيوت، والغيوب كالصبور، وهو الأمر الذي غاب وخفي جدا.
الآية :[٤٩] ﴿ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴾
قوله تعالى :﴿ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ ﴾ قال سعيد عن قتادة : يريد القرآن. النحاس : والتقدير جاء صاحب الحق أي الكتاب الذي فيه البراهين والحجج. ﴿ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ ﴾ قال قتادة : الشيطان ؛ أي ما يخلق الشيطان أحدا ﴿ وَمَا يُعِيدُ ﴾ فـ ﴿ وَمَا ﴾ نفي. ويجوز أن يكون استفهاما بمعنى أي شيء ؛ أي جاء الحق فأي شيء بقي للباطل حتى يعيده ويبدئه أي فلم يبق منه شيء، كقوله :﴿ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ﴾ أي لا ترى.
الآية :[٥٠] ﴿ قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾
قوله تعالى :﴿ قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي ﴾ وذلك أن الكفار قالوا تركت دين آبائك فضللت. فقال له : قل يا محمد إن ضللت كما تزعمون فإنما أضل على نفسي. وقراءه العامة ﴿ضَللت﴾ بفتح اللام. وقرأ يحيى بن وثاب وغيره :﴿ قُلْ إِنْ ضَلِلت ﴾ بكسر اللام وفتح الضاد من ﴿أضَلُّ﴾، والضلال والضلالة ضد الرشاد. وقد ضللت "بفتح اللام" أضل