" صفحة رقم ٢٩٣ "
) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (
التوبة :( ١٠٣ ) خذ من أموالهم.....
) تُطَهّرُهُمْ ( صفة لصدقة. وقرىء :( تطهرهم )، من أطهره بمعنى طهره. و ( تطهرهم )، بالجزم جواباً للأمر. ولن يقرأ ) وَتُزَكّيهِمْ ( إلاّ بإثبات الياء. والتاء في ) تُطَهّرُهُمْ ( للخطاب أو لغيبة المؤنث. والتزكية : مبالغة في التطهير وزيادة فيه، أو بمعنى الإنماء والبركة في المال ) وَصَلّ عَلَيْهِمْ ( واعطف عليم بالدعاء لهم وترحم، والسنّة أن يدعو المصدق لصاحب الصدقة إذا أخذها. وعن الشافعي رحمه الله : أحب أن يقول الوالي عند أخذ الصدقة : أجرك الله فيما أعطيت، وجعله طهوراً، وبارك لك فيما أبقيت. وقرىء :( إن صلاتك ) على التوحيد ) سَكَنٌ لَّهُمْ ( يسكنون إليه وتطمئن قلوبهم بأن الله قد تاب عليهم ) وَاللَّهُ سَمِيعٌ ( يسمع اعترافهم بذنوبهم ودعاءهم ) عَلِيمٌ ( بما في ضمائرهم، والغمّ من الندم لما فرط منهم.
) أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (
التوبة :( ١٠٤ ) ألم يعلموا أن.....
قرىء :) أَلَمْ يَعْلَمُواْ ( بالياء والتاء، وفيه وجهان، أحدهما : أن يراد المتوب عليهم، يعني : ألم يعلموا قبل أن يتاب عليهم وتقبل صدقاتهم ) أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ ( إذا صحّت، ويقبل الصدقات إذا صدرت عن خلوص النية، وهو للتخصيص والتأكيد، وأن الله تعالى من شأنه قبول توبة التائبين. وقيل : معنى التخصيص في هو : أن ذلك ليس إلى رسول الله ( ﷺ )، إنما الله سبحانه هو الذي يقبل التوبة ويردّها، فاقصدوه بها ووجهوها إليه.
) وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (
التوبة :( ١٠٥ ) وقل اعملوا فسيرى.....
) وَقُلِ ( لهؤلاء التائبين ) اعْمَلُواْ ( فإن عملكم لا يخفى خيراً كان أو شراً على الله وعباده كما رأيتم وتبين لكم. والثاني : أن يراد غير التائبين ترغيباً لهم في التوبة، فقد روى أنهم لما تيب عليهم قال الذين لم يتوبوا : هؤلاء الذين تابوا كانوا بالأمس معنا لا يكلمون ولا يجالسون فما لهم فنزلت. فإن قلت : فما معنى قوله :) وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ( قلت : هو مجاز عن قبوله لها، وعن ابن مسعود رضي الله عنه : إن الصدقة تقع في يد الله تعالى قبل أن تقع في يد السائل والمعنى : أنه يتقبلها ويضاعف عليها، وقوله :) فَسَيَرَى اللَّهُ ( وعيد


الصفحة التالية
Icon