" صفحة رقم ٢٩٩ "
ولنفسك ما شئت. قال : اشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم. قال : فإذا فعلنا ذلك فما لنا ؟ قال : لكم الجنة. قالوا : ربح البيع، لا نقيل ولا نستقيل. ومرّ برسول الله ( ﷺ ) أعرابيّ وهو يقرؤها فقال : كلام من ؟ قال كلام الله. قال : بيع الله مربح لا نقيله ولا نستقيله، فخرج إلى الغزو فاستشهد ) يُقَاتَلُونَ ( فيه معنى الأمر، كقوله :) وَتُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ( ( الصف : ١١ ). وقرىء :( فيقتلون ) و ( يقتلون ) على بناء الأوّل للفاعل والثاني للمفعول، وعلى العكس ) وَعْدًا ( مصدر مؤكد. أخبر بأن هذا الوعد الذي وعده للمجاهدين في سبيله وعد ثابت قد أثبته ) فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ ( كما أثبته في القرآن، ثم قال :) وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ( لأنّ إخلاف الميعاد قبيح لا يقدم عليه الكرام من الخلق مع جوازه عليهم لحاجتهم، فكيف بالغني الذي لا يجوز عليه القبيح قط، ولا ترى ترغيباً في الجهاد أحسن منه وأبلغ.
) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَاكِعُونَ السَّاجِدونَ الاٌّ مِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (
التوبة :( ١١٢ ) التائبون العابدون الحامدون.....
) التَّائِبُونَ ( رفع على المدح. أي : هم التائبون يعني المؤمنين المذكورين. ويدلّ عليه قراءة عبد الله وأبيّ رضي الله عنهما :( التائبين ) بالياء إلى : والحافظين، نصباً على المدح. ويجوز أن يكون جراً صفة للمؤمنين. وجوّز الزجاج أن يكون مبتدى خبره محذوف، أي : التائبون العابدون من أهل الجنة أيضاً وإن لم يجاهدوا، كقوله :) وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ( ( النساء : ٩٥ ) وقيل : هو رفع على البدل من الضمير في يقاتلون. ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره العابدون، وما بعده خبر بعد خبر، أي التائبون من الكفر على الحقيقة الجامعون لهذه الخصال. وعن الحسن : هم الذين تابوا من الشرك وتبرؤا من النفاق. و ) الْعَابِدُونَ ( الذين عبدوا الله وحده وأخلصوا له العبادة وحرصوا عليها. و ) السَّائِحُونَ ( الصائمون شبهوا بذوي السياحة في الأرض في امتناعهم من شهواتهم. وقيل : هم طلبة العلم يسيحون في الأرض يطلبونه في مظانه.
) مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِى قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (
التوبة :( ١١٣ ) ما كان للنبي.....
قيل :
( ٤٩٣ ) قال ( ﷺ ) لعمه أبي طالب :( أنت أعظم الناس عليَّ حقاً، وأحسنهم عندي


الصفحة التالية
Icon