" صفحة رقم ٧٨ "
فقد اتصفت بالاختلاف. شبه تمكن المصلوب في الجذع بتمكن الشيء الموعى في وعائه، فلذلك قيل :) فِى جُذُوعِ النَّخْلِ (. ) أَيُّنَا ( يريد نفسه لعنه الله وموسى صلوات الله عليه بدليل قوله :) لَهُ قَبْلَ ( واللام مع الإيمان في كتاب الله لغير الله تعالى، كقوله تعالى :) يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ( ( التوبة : ٦١ ) وفيه نفاجة باقتداره وقهره، وما ألفه وضري به : من تعذيب الناس بأنواع العذاب. وتوضيع لموسى عليه السلام، واستضعاف له مع الهزء به ؛ لأن موسى لم يكن قط من التعذيب في شيء.
) قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَآءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِى فَطَرَنَا فَاقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِى هَاذِهِ الْحَيَواةَ الدُّنْيَآ إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَائِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذالِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّى (
طه :( ٧٢ - ٧٦ ) قالوا لن نؤثرك.....
) وَالَّذِى فَطَرَنَا ( عطف على ما جاءنا أو قسم. قرىء ) قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى ( ووجهها أن الحياة في القراءة المشهورة منتصبة على الظرف، فاتسع في الظرف بإجرائه مجرى المفعول به، كقولك في ( صمت يوم الجمعة ) :( صيم يوم الجمعة ) وروي : أن السحرة يعني رؤسهم كانوا اثنين وسبعين : الاثنان من القبط، والسائر من بني إسرائيل، وكان فرعون أكرههم على تعلم السحر. وروي : أنهم قالوا لفرعون : أرنا موسى نائماً ففعل، فوجدوه تحرسه عصاه، فقالوا : ما هذا بسحر الساحر ؛ لأن الساحر إذا نام بطل سحره، فأبى إلا أن يعارضوه ) تَزَكَّى ( تطهر من أدناس الذنوب. وعن ابن عباس : قال لا إله إلا الله. قيل في هذه الآيات الثلاث : هي حكاية قولهم. وقيل : خبر من الله لا على وجه الحكاية.
) وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِى فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِى الْبَحْرِ يَبَساً لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَى فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (
طه :( ٧٧ - ٧٩ ) ولقد أوحينا إلى.....
) فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً ( فاجعل لهم، من قولهم : ضرب له في ماله سهما. وضرب اللبن : عمله. اليبس : مصدر وصف به. يقال : يبس يبساً ويبساً ونحوهما : العدم


الصفحة التالية
Icon