" صفحة رقم ٩٦ "
اليوم نتركك على عماك ولا نزيل غطاءه عن عينيك.
) وَكَذالِكَ نَجْزِى مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِأايَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الاٌّ خِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (
طه :( ١٢٧ ) وكذلك نجزي من.....
لما توعد المعرض عن ذكره بعقوبتين : المعيشة الضنك في الدنيا، وحشره أعمى في الآخرة ختم آيات الوعيد بقوله :) وَلَعَذَابُ الاْخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ( كأنه قال : وللحشر على العمى الذي لا يزول أبداً أشدّ من ضيق العيش المنقضي. أو أراد : ولتركنا إياه في العمى أشدّ وأبقى من تركه لآياتنا.
) أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِى مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَاتٍ لاٌّ وْلِى النُّهَى (
طه :( ١٢٨ ) أفلم يهد لهم.....
فاعل ) لَّمْ يَهْدِنِى ( الجملة بعده يريد : ألم يهد لهم هذا بمعناه ومضمونه ونظيره قوله تعالى :) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الاْخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِى الْعَالَمِينَ ( ( الصافات : ٧٩ ) أي تركنا عليه هذا الكلام. ويجوز أن يكون فيه ضمير الله أو الرسول، ويدل عليه القراءة بالنون. وقرىء :) يَمْشُونَ ( يريد أنّ قريشاً يتقلبون في بلاد عاد وثمود ويمشون ) فِى مَسَاكِنِهِمْ ( ويعاينون آثار هلاكهم.
) وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى (
طه :( ١٢٩ ) ولولا كلمة سبقت.....
الكلمة السابقة : هي العدة بتأخير جزائهم إلى الآخرة، يقول : لولا هذه العدة لكان مثل إهلاكنا عاداً وثموداً لازماً لهؤلاء الكفرة. واللزام : إما مصدر لازم وصف به، وإما فعال بمعنى مفعل، أي ملزم، كأنه آلة اللزوم لفرط لزومه، كما قالوا : لزاز خصم ) وَأَجَلٌ مُّسَمًّى ( لا يخلو من أن يكون معطوفاً على ) كَلِمَةَ ( أو على الضمير في ) كَانَ ( أي لكان الأخذ العاجل وأجل مسمى لازمين لهم كم كانا لازمين لعاد وثمود، ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل.
) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ ءَانَآءِ الَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (
طه :( ١٣٠ ) فاصبر على ما.....
) بِحَمْدِ رَبّكَ ( في موضع الحال، أي : وأنت حامد لربك على أن وفقك للتسبيح وأعانك عليه والمراد بالتسبيح الصلاة. أو على ظاهر قدم الفعل على الأوقات أوّلاً، والأوقات على الفعل آخر فكأنه قال : صل لله قبل طلوع الشمس يعني الفجر، وقبل غروبها يعني الظهر والعصر، لأنهما واقعتان في النصف الأخير من النهار بين زوال